روايه شهد للكاتبة منة فوزي
المحتويات
الجارد بتاع الخواجة.. عايزين نحمي ضهره و نطلعه من هنا
سليم!
تلقي الرجال الاوامر و انتشروا للتنفيذ..
لقد اصيبت بالاغماء مع حنان اين حنان وهذا الذي يمسك بها هو سليم.. اين جو و السؤال الاهم.. اين هي السماء فوقهما.. اين المخزن
قال سليم بنبرة ساخرة مش قلتلك قلة الاكل هتعمل فيكي كده!
شهد بضعف شديد فين حنان فين جو
شهد بعدم اكتراث لتلميحه و مازالت لا تقوي علي الحديث يعني هي بعيد
سليم اطمني نفدت بجلدها..
شهد وجو
سليمزمان المعلم خلص عليه...
انزعجت شهد وحاولت القيام و لكن رأسها ابي ان يطاوعها.. تلقاها سليم عندما ترنحت و هوت مرة اخري
سليم يعني مفيش حتي شكر اني خرجتك من وسط المدب حة دي بعد ما جو سابك و راح يتخانق مع المعلم.. و صاحبتك رمتك و هربت
اكمل سليمجو الغبي بتاعك عاملي فيها دكر قوي! هي الرجولة انه يسيبك في وسط ده..
رفعت شهد رأسها اليه وقد استشفت من الحديث ان جو بخير و مازال يقاتل .. قالت بضعف و لكن بنبرة قاټلة هو جو حارقك قوي كده!
اقترب منها سليم و قال منا اصلي مش مكتوب عليا اني افضل اشوفك مع ناس تانية و اسكت!
يجب ان تعود لجو..
يجب ان... هل قال حقا سليم ما قال للتو!
وجد جو فجأة نفسه محاطا بمحموعة من الرجال الم سلحين .. انهم رجال عمر الغامضين وقد طوقوا مرعي و رجليه.. جائوا في الوقت المناسب .. فقد تمكن و احد منهما من الامساك بجو بينما استعد الاخر لفعل نفس الشيء وساعتها لا يعلم سوي الله ما كان ليكون تصرف مرعي ..
جائته الاجابة سلبية..
جو شهد فين
عمرمفسرا اختفت.. كانت مع حنان و يظهر اغمي عليها فحنان جاتلي ..فرحنلها ملقينهاش
جو يعني فاقت و مشيت و لا حد خدها وحنان فين
عمر مش عارفين.. كل الرجالة بيدوروا عليها في المكان..بس واضح انها مش موجودة! وحنان انا امنتها برة
تركه جو قبل ان يستمع للنهاية و خرج من الباب بحثا عن شهد..
قامت شهد وقد استطاعت هذه المرة بدون ان تصاب بالدوار.. توجهت نحو المخزن..
قام سليم بسرعة و امسك بها قائلا رايحة فين.
شهد رايحة لجو!
سليم ممسكا بذراعها بقولك جو ده تقريله الفاتحة دلوقتي! اعدي
دفعته شهد وقالت وهي منزعجة جدا و علي وشك البكاء سيب ايدي يا سليم!
فوجئت به يشهر مطواة في وجهها قائلا بقول اعدي!
واجبرها ان تجلس امامه..
جلست شهد تفكر في كيفية الافلات منه ..
سليم لشهد ببعض الانفعال طول الوقت كنت عامل نفسي عادي.. طبيعي.. اشوف عدوي و هو بيغازلك.. ولا كأني شفت حاجة.. اسمعه و هو بيحكي عنك وعن مفاتنك..عادي و لا كأني سامع.. حتي لما كان يجي يسالني عنك كنت برد عليه واقوله انتي فين و عاملة ايه..عادي برده... لحد ما اشتراكي و انا ساكت.. عارفة الليلة دي شربت لما اتعميت و صحيت لقيت نفسي في منطقة تانية في الشارع معرفش حتي رحت هناك ازاي.. اعدت اقول بقي نا اللي علمتك كل حاجة و مربيكي علي أديا دول يجي حيوان زي عدوي ده ياخدك كده و يمشي!!
نظرت اليه شهد مذهولة..
سليم! بعد كل
هذه السنين ..يكن لها مشاعر ما!!
كان دوما مختلفا معها عن الجميع و لكنه ارجعت الامر الي انه من نوع الرجال اللطفاء مع المرأة .. فسليم بطبعه هاديء و مسالم علي عكس طبع الجميع العڼيف..كما ان بينهما صداقة وطيدة فبرغم انها قد
تكون اكبر منه بعام او اثنين الا انه كان مرشدها و معلمها .. وقد تعلمت علي يديه الكثير.. ومن هنا يأتي التشبيه الذي يردده طوال الوقت قائلا انها تربت علي يديه.. لقد صدمها و ادهشهها حقا ان تعرف انه يحبها..
لم ترد عليه فبرغم اندهاشها لما يقول الا ان عقلها و قلبها و كل ذرة في جسدها مشغولة بجو.. و ما حدث معه..
كانت تبحث عن الطريقة الاسرع في الذهاب اليه..
استطرد سليم يوم اما هربتي منه كنت فرحان قوي.. وشمتان فيه.. مع اني كنت بدور عليكي معاهم ..زيي زيهم.. بس في قلبي كنت مزأطط.. كنت نفسي الاقيكي و مقولش علي مكانك لحد.. ابقي انا بس اللي عارفه.. صبرت و استنيت ده يحصل. !! بقي بعد كل الصبر ده و يوم ما ربنا ياخد عدوي و يخلصني منه الاقيكي مع و احد تاني! لأ و ايه.. عاجبك و خاېفة عليه! بس بقي لعلمك انا المرة دي مش هسكت.. خلاص وقت السكوت انتهي.. انا ليا حق فيكي اكتر من اي حد.. انا الاولي بيكي من اي حد!!
كانت حدته في الكلام تتصاعد و انفعاله يزيد.. حتي بدي انه ينهرها في اخر جملتين في حديثه قبل ان يقترب منها.. شعرت شهد بالټهديد.. فهي الان مقيدة امام شخص امضي يوما عصيبا جدا و نفسيته مدمرة و غالبا سيصب جام غضبه عليها.. كان منفعلا بشدة..
ولكنه فاجأءها للمرة التالية.. لم يكن جام غضبه الذي انصب عليها..
بل مشاعره.. مشاعره المكبوتة منذ اعوام مضت.. بعد ان امضي كل ذاك الوقت ينظر اليها عن بعد و يتحمل الشوق و الغيرة.. هاهي امامه بدون اي عوائق..عوائقه انتهت.. الاول ماټ و الثاني في طريقه ليحلق بالاول.. ناهيك عن انها مقيدة..
تراجعت شهد بجسدها وهي تقول سليم! انت اتهبلت في عقلك!
لم يهتم بما تقول و لا بأي شيء اخر .. وكأنه تحت تأثير سحر ما.. اعتصرها بين ذراعيه.. تحسس شعرها ..كانت تقاوم وتصرخ .. وتهدده برد فعل عڼيف.. و لكنه لم يكترث.. امسك بوجهها بين يديه و تأمله قليلا وسط سبابها و صړاخها بصوت عال.. ثم استع
فجأة وجد نفسها يرتفع لاعلي و يطير بعيدا ليستقر علي الارض علي وجهه..
صاحت شهد بسعادة جو!!
كان جو غاضبا ومنفعلا اكثر من يستطيع حتي ان يبتسم لها.. ما رأي للتو من محاولة سليم لتقبيل شهد و امساكه لها بتلك الطريقة جعلته مچنونا.. عاد لسليم الذي كان قد قام علي قدميه و لكمه بقوة في وجهه فسقط سليم ارضا فركله جو في عدة مواضع و لكن في النهاية رجاء شهد ان يتوقف منعه من ركله في رأسه.. لقد كان يرغب في قټله و لولا شهد لكان قد فعل..
استدار اليها ليجد احد رجال عمر المصاحبين له قد فك قيودها.. فانطلقت نحوه و شعرها و قال باقتضاب يلا من هنا..
سارا مع الرجال الي سيارة تخص عمر وعمر يقف قربها ويقول يلا يا جماعة عايزين نمشي من هنا..حمد الله علي سلامتكوا
فتح جو الباب اليمين الخلفي للسيارة وقام بادخال شهد .. وهم ليدور حول السيارة ليركب بجوار كرسي القائد..حيث ان احد رجال عمر سيقود..
ولكن فجأة خرج من داخل المخزن بعض الرجال المسلت حين يقودهم فاروق..
اشار فاروق علي جو وصاح برجاله هاتوه .. ده من رجالة الخواجة
تحفذ رجال عمر لحماية جو وشهد بينما قفز جو بسرعة في كرسي القائد و ادار
السيارة وانطلق و سط صيحات عمر اطلع بالعربية يا جو... اهرب يا جو
طار جو بالسيارة علي ذلك الطريق الترابي.. كانوا في منطقة نائية علي تل عال..والطريق ضيق و وعر ومليء بالرمال..
ما كان من فاروق و رجاله الا ان ركبا سيارتهم ذات الدفع الرباعي 4x4 وانطلقوا خلف جو.. فكذلك فعل عمر وبعض و رجاله بسيارتهم الاخري في محاولة لانقاذ جو و شهد..
كانت مطاردة صعبة..
قفد كان فاروق يتميز عنهما بالسيارة المتمكنة من الطريق الوعر..
وكان جو يتجاوز المنحنيات الخطېرة بصعوبة.. فمن ناحية لديه التل الترابي و من ناحية اخري لديه حافة الهاوية.. اقتربت من سيارتهم سيارة فاروق.. كان يتعمد الاصطدام بهما ليخل بتوازن السيارة..
فتصرخ شهد مع كل اصطدام و انحراف لسيارتهما.. بينما يتشبث
جو بقوة علي المقود للسيطرة..
كان عمر يتابع امامه الامر و يحاول اللحاق بهم و التدخل وبدروه يتفادي الانحراف مع المنحنيات الحادة..
كان مركزا بصره علي سيارة جو وما يحدث لها من اعتداءات من سيارة فاروق..
وفجأة..
رأي بعنيه امرا خطېرا.. لقد انحرفت سيارة جو اثر صدمة من فاروق..وخرجت عن الطريق.. لقد رأها تتجه بسرعة نحوة الحافة .. بالفعل كسرت الحاجز الجانبي للطريق و خرجت عنه..وانزلقت لاسفل بسرعة رهيبة.. اوقف سيارته و نزل مع رجاله وقبل ان يصلوا
للحافة .. اعادهم الانفجار للخلف...
جروا مسرعين نحو الحافة ..ليجده السيارة التي بها جو و شهد بالاسفل محترقة تماما و اللهيب يتصاعد حتي ويكاد يصل اليهم بالاعلي..
وقف مذهولا لا يدري ماذا عليه ان يفعل.. بينما انطلقت سيارة فاروق و منها انطلقت ضحكة عالية ساخرة..
ركب سيارته مع رجاله مسرعا فحاډث مثل هذا الان يسجذب كل عناصر الش رط ة.. صار عليهم الرحيل
الح وادث و الم وت امرا غير غريب علي عمر و لكنه قاد وهو مذهولا..
نهاية مؤلمة مأس وية لهما..
علي الاقل كانا معا و لم يفترقا..
ما فائدة ان يعيش المرء مفترقا عن حبيبه..
كيف سيخبر حنان بالامر!..
ستنهار..
كانت حنان في بيتها الفخم مرتدية فستانا اسود انيق وجلست بعين ذابلة تبكي .. كان البيت مليء بالعديد من اصدقاء جو .. كلهم اتوا ليعزوها.. فهو لم يكن لديه اهل سواها.. كان حمادة حاضرا يجلس في صمت ومطرقا رأسه وقد بدا عليه الحزن الشديد.. كانت ايضا سمر صديقة شهد تجلس و تبكي بكاءا حارقا.. وكل صديقاتها وزميلاتها بمركز التجميل حضرن و بكين..
سألت احداهن والحاډثة دي حصلت ازاي
حنان باكية العربية وقعت من علي طريق التل واڼفجرت.. متبقاش منهم حاجة ڼدفنها.. اه ه ه يا حبايبي ا ه ه
واكملت بكائها..
ثم فوجئت بفتاة طويلة بدا عليها الذهول بشعر طويل غير مهندم و عيون باكية و معها بضع فتيات اخريات يدخلن الي البيت.. كان احداهن تسحب تلك الفتاة الطويلة.. بدا عليها انها في حالة غير طبيعة..
قالت سمر لحنان بصوت خفيض موضحة دول رقاصات المحل.. اصحاب جو وكانوا زمايل شهد
جلست الفتاة الطويلة قرب حنان و تأملتها ثم سألت و الذهول لم يفارق وجهها انتي اخته
حنان ايوة .. اخته الكبيرة
انهمرت دموع الفتاة و قالت انا زوزو.. حبيبته.. كنا بنحب بعض!
ادركت حنان من تكون حين ذكرت اسمها..
قالت زوزو و هي في حالة مذرية من الحزن و عدم التصديق انا اللي مۏته.. انا
متابعة القراءة