رواية بقلم فاطمه الالفي

موقع أيام نيوز


مش هقدر أوضح اسباب أكتر من كده وده عشان سلامة حياة
قال بوجه محتقن مثل الډماء
تبعد مراتك عنك عشان سلامتها باي حق تقول كده بص يا بني زي ما دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف
يعني اية
نهض فاروق عن مقعده استقام واقفا ينظر له بجمود 
تطلقها يا بني والجواب باين من عنوانه أنت مش شريها أنت من الاول كنت محتاج ممرضة معاك في مرضك وتتحمل تعبك واخترت حياة عشان هي بنت أصول بس وخلاص بقيت بسم الله ماشاء واقف على رجلك ورجعت زي الاول مابقتش محتاج لممرضة تسلم يا ابن الأصول بنتي في بيتي ورقتها توصلها وانتهى الكلام ما بينا

غادر المكتب بلا غادر الشركة بأكملها بدماء تغلى في عروقه لم يتوقع منه الخذلان هو الآخر لذلك بتر كلماته بقلب غاضب ملتاع على أبنته صغيرته الرقيقة كعصفور الكناري الذي كان يكسو منزلهم بذقذقته ونغماته التي تنشد بأرق الألحان هكذا يكون مصيرها الا تستحق ل حياة أن تعيش الحياة..
الفصل الثالث عشر
هبطت الطائرة القادمة من مدينة نيويورك التي كانت على متن رحلتها للقدوم إلى القاهرة من أجل الحفاظ على سليم وعائلته بعدما اتتها أخبار باغتيالهم جميعا دون شفقة أو رحمة.
كان في انتظارها إحدى الضباط لتلك المهام الخاصة في أستقبالها بعدما تواصلت بما عرفته مع الشرطة المصرية..
أنهت أجراءات خروجها من المطار بسلاسة ثم سحبت متعلقاتها وجرت العربة أمامها وهي تتلفت حولها تترقب المتواجدون داخل صالة المطار من خلف نظارتها السوداء التي تغطي نصف وجهها.
تقدم الضابط من احد ضباط أمن المطار لكي يستعلم منه عن وصول الفتاة التي أت من أجلها أشار إليه الاخير بوجود الفتاة.
تقدم بخطواته الواثقة وبنيان جسده العريض فارع الطول مفتول العضلات بشړة قمحاوية وجبين عريض يمتلك شعر أسود قصير ناعم أملس يعقد حاجبيه الكثيفين ومقلتيه سوداويتين ذات اهداب طويله وانف مستقيم وشفتي واسعة يحاوطها شارب وذقن خفيفة تزيد من وقار طلته. 
وقف في مقابلتها يطالع هيئة الفتاة من رأسها إلى اخمص قدميها فقد كانت ترتدي حلة سوداء أسفلها قميصا أبيض بارز منحنيات ص درها وملامح وجهها تتوارى خلف تلك النظارة التي وضعتها تحجب رؤيتها عن الجميع وقف في حبور يهتف بأسمها باللغة الإنجليزية
كرستين..
نزعت عن وجهها النظارة السوداء لتظهر جمال عيونها الرمادي الممزوج بزرقة طفيفة كأنك بين السماء وسحبها وبين البحر و ميائه الثائرة وشعرها الأشقر يتطاير خلفها في تمرد كسلاسل ذهبية متشابكة وتحررت في عاصفة هوجاء هبط بمقلتيه عند شفتيها المنتكزة كحبات التوت البري ووجنتيها يكسوها حمرة طفيفة برزت من بياض وجهها الناصع ذات طول فاره بقوام ممشوق وساحر.
قطعت تطالعه وتحديقه وهي تهتف بلهجتها الجادة المقتضبة
رائد كرستين جابي
رفع كفه يصافحه في رزانة وهو يخبرها عن أسمه هو الآخر 
رائد باسل سلامة مرحبا بك في بلدك الثاني
تبسمت له في ود وأشار هو إليها بأن ترافقه ليغادرون المطار سويا متجهين إلى الفندق التي ستقام به خلال فترة تواجدها ب مصر ريثما تنهي المهمة السرية التي جاءت من أجلها..
داخل شركة السعدني..
ظل سليم في حالة من الصدمة والذهول بعدما غادر والد حياة مكتبه داخله يشتعل ڠضبا بكل ما يمر به من أحداث تتصاعد وتتفاقم فوق رأسه لم يعد قادرا على تحمل كل هذا هو أنسان من لحم ودم ومشاعر كيف يتعامل كونه من صخر وحجر كيف يتحمل كل تراكمات الماضي التي أصبحت على كتفه لو كان جبلا لانهار تماما يتماسك رغم كل الصعوبات التي يواجهها يبتعد من أجل الحفاظ على أرواح كل من يخصه لم يعد قادرا على الصمود ولكن يحارب من اجلهم ليس من أجله ولو كلفه الأمر حياته سيدفعه ثمنا للحفاظ على عائلته وحمايتهم من قيود الماضي التي تقيده وتشل حركته.
اخرج المذكرات وبدأ في أكمال ما كان يقرءه
بعد مرض شقيقه وهو في عمر عام واحد ولم يجدو له علاجا لهذا المړض بدء معاناة توفيق شعر بأنه سيخسر ابنه قطعة من روحه تذكر تؤامه الراحل ورفض أن يكون مصير أسر مثل مصير شقيقه الراحل ووالدته التي لم تتحمل فراق طفلها ولحقت به

رأ المۏت يحاوط بعائلته قرر الهرب والفرار من هذه البلدة شعر بأن رائحة المۏت تلاحقه بهذا المكان والماضي يعود ولكن باختلاف الأشخاص كان سليم في عمر السادسة وأخبر زوجته خديجة بضرورة السفر بالخارج من أجل البحث عن علاج لابنهم أسر وافقته الرأي وعاد بهم إلى ألمانيا حيث بلدة والده وبلدته وموطنه الأصلي وعاد لعمله زعيم الماڤيا بعدما يأس من محاولات علاج ابنه التي كانت تفشل بالنهاية وعلم بأن الصرع لا علاج له وسيظل ملازم طفله إلى أن يتوارى جسده الثرى سأم توفيق كل شيء وعاد البرود والجمود يسيطر عليه فرغم كل ما يملكه من أموال طائلة وأصبح من أغنى اغنياء العالم ولم يقدر على شفاء طفله لا ثروة ولا مال يجدي نفعا لذلك انخرط بعالمه الخاص داخل الماڤيا وبدء
 

تم نسخ الرابط