روايه شهد للكاتبة منة فوزي
المحتويات
ارادته و اتي بحمادة ليمضي الليلة جالسا معها!! ماذا اصابه ليسمح بامر كهذا!!!
كاد ان يجن من التفكير.. وبدا عليه انه مشتت الذهن..
جو حبيب قلبي!
كان هذا صوت احد الاصدقاء افاق عليه جو من شروده..
جواهلا..
الصديق ازيك كده واحشني يا واد
جو انا مرزوع هنا كل ليلة.. انت اللي فين
الصديقانت عارفني بذهق بسرعة و احب اغير الاماكن.. اخبار المزة ايه اهي دي الحاجة الوحيدة اللي كانت بتجيبني هنا كل ليلة.. بصراحة كانت حركة تغيير من عطا في الجون.. انت مبتجيبهاش معاك ليه
الصديق وقد احس بنبرة عدائية من جو فقال متراجعا كي لا يغضب
فاكمل الصديق بس حرص بقي عليها و علي نفسك.. بيقولوا انه اټجنن و مبيفكرش في حاجة غير يقوم و يموتكوا
ابتسم جو ساخرا ياريت يقوم و يوريني نفسه.. و ابقي وصل الكلام ده للي ماشيين بيقولوا دول اللي انا مش عارف همة مين.. بس والنبي قلهم يمكن يقولوله..
ابتسم له جو ابتسامة صفراء.. تحمل كل معاني الضجر و عدم الاحتمال و قرب لحظة الانفجار..
انصرف عنه ذلك الصديق بعد ان شعر ان وجوده غير مرغوب فيه الان تاركا جو سارحا.. الان يشعر ان و جود حمادة مع شهد لهو امر غاية في الاهمية.. بعكس ما كان يفكر قبل لحظات!! تجمد عن التفكير للحظة قبل ان يدرك ان وجود شهد نفسها في حياته لهو امر مثير للجنون.. لقد اصابت عدوي بالجنون و علي وشك ان تصيبه هو بدوره!!
اقبل علي البيت متوقعا ان يجدهما جالسين في الخارج مع شيشته يتضاحكان.. و لكنه لم يجد احدا.. لسبب ما لم يسعده الامر.. بل مد مسرعا ليري ما سبب ان اضاءة المنزل خاڤتة و الباب مغلق و لا صوت واحد لضحكة او حتي كلام
وقف لبرهة لا يدري ان كان سعيدا لان كل ظنونه قد تبخرت.. ام انه قلقا بشدة لاختفائهما..
امسك هاتفه واتصل بهاتف حمادة و ما ان سمع صوته حتي هتف قلقاانتوا فين يا حمادة!!!
وما ان جاءه الرد حتا اڼفجر صياحا بتهبب ايه بيها عندك الساعة دي!! مين اساسا اذنلك!! بتفسح يا روح امك معاها!! متاخدها بيتك احسن! تتوجدوا قدامي حالا!.. دانت هتشوف ايام سودة !
اقبلا عليه يلهثان..ووقفا امامه كطفلين مذنبين في ترقب العقاپ..
شهد وقد اصفر وجهها وقالت تستسمحه مجراش حاجة ياجو..
كان جو ينظر اليهما مستمعا و علامات الڠضب علي وجهه.. كان صامتا ..
حمادة ومازال يبرردون يسأله جو انت
عندك حق.. كان لازم ابلغك بالتليفون عشان متجيش تلاقينا مش في البيت.. بس مجاش في دماغي ساعتها
وضعت شهد يدها علي صدر حمادة وربتت عليه قائلة لجو و الله ده كتر خيره.. انا كنت واقعة من الجوع
رفع جو حاجبه معترضا وهي يركز بصره علي يد شهد الموضوعة علي ص در حمادة.. كان يرغب ان يحرقهما بنظره..كما احرقت تلك الحركة قلبه..
ازاح حمادة بسرعة يد شهد بسرعة عنه.. كان يقراء افكار صديقه من خلال نظراته..
نطق جو اخيرا موجها حديثه لشهد من امتي يعني بيهمك الجوع.. مانا لساني بيتدلل عشان تطفحي اي حاجة و مبترضيش! ثم انا قلت مفيش خروج.. هتكسري كلامي هكسر دماغك!
شهد بابتسامة خائڤة و ظانة انها في محاولة لتهدئة الجو مانا.. مانا قلت انت لما تلاقيني خارجة مع اخوك و حبيبك حمادة.. مش هتزعل.. و بعدين مش انت عايزني اكل.. ادي حمادة اهو فتح نفسي علي الاكل..
كانت مع ذكر اسم حمادة في كل مرة تضع يدها علي كتفه او ظهره في اشارة اليه.. و كان حمادة ينظر الي جو في توجس و يزداد ارتباكا..
ادرك جو ان حمادة بالفعل يشعر بالذنب.. بدي عليه الامر.. كما انه يدرك تمام الادراك ان الامر فات علي حمادة و لم يتعمد ان يذهب بشهد للسوق دون
علمه.. ولكنه مازال غاضبا.. مازالت رؤية شهد و هي تلمس حمادة بتكهربه.. وقول شهد للتو عن ان حمادة يفتح نفسها جعله يريد ان يفتح رأسيهما..
اغمض عينية ورفع حاجبية في استياء واخذ نفسا عميق ليهدأ ثم نهض قالبا شفتيه في امتعاض وتوجه للدخل تاركا كليهما ..القي نظرة احتقارلهما قبل ان يدخل و يصفق الباب..
قال حمادة بصوت خفيض لشهد ادخلي انت بقي.. انا همشي
امسك شهد بذراعه و قالت پذعر هتسيبني! ده هيموتني لو دخلت وراه
انزل حمادة يدها من علي ذراعه و قال متخفيش.. قلبه مش هيطاوعه.. و بعدين ابوس رجلك.. خفي ايدك دي.. الواد مش مستحمل..
حدقت به شهد فاتحة فمها في غباء..
فعاد ليقول جو مبيحبش لاتلم سي حد و لا حد يلم سك.. حتي لو انا.. واضحة كده! خشي بقي شوفي هتعملي معاه ايه ربنا معاكي..
وهرب مبتعدا.. فقالت شهد اه يا ندل..
وفتحت الباب برفق و دلفت الي البيت في قلق و توجس..
وجدت جو قد اتخذ وضعه المعتاد في السرير.. مستلقي وظهره لها..
فكرت لوهلة ان تحاول مصالحته.. و لكن ما ان اعادت ما حدث للتو في رأسها حتي احست بشعور لطيف برغم التوتر الشديد الذي مرت به..كانت في النهاية مستمتعة الي حد ما.. لاحظت ان رد فعله بدا مختلفا لم ينهرها لم يكسر راسها كما قال.. بل ڠضب و نام مقموصا .. و ما قاله للتو حمادة عن ضيق جو من قصة التلامس هذه.. لقد اعجبها الامر.. تذكرت شعورها هي و هي تري زوزو تقترب منه و تضع يدي ها عليه باستمرار.. ان كان هذا شعورك يا جو.. فلتنم مستمتعا به.. كما امتعتني من قبل!
استلقت علي فرشتها شاعرة بالرضا و الانتصار ..
اما جو فلم يغمض له جفن.. شعر بها و هتدخل سمع اصوات استلقائها علي الارض.. تمني ان تحدثه و لو كلمة.. تخبره ان حمادة لا يعني لها شيئا.. انها لا تقض معه افضل لحظات حياتها.. ان ابتساماتها له مجاملة.. وان يديها لن تلمسه مرة اخري..
كان يدرك انه تصرف بطريقة مختلفة الليلة.. ظلل يردد لنفسه ان الامر ليس ضعفا بل قمة القوة.. فلو انه ترك نفسه لطبيعته.. لكان ندم اشد الندم صباحا علي جررائ م الق تل الش نعاء..
يتبع
الفصل الثالث عشر.
نستطيع القول ان الوضع اصبح مستقرا.. نعم مستقرا الي حد كبير..
اذا استبعدنا اولائك الذين يطاردون جو وقد يصل الامر الي الټهديد ويرغبون في امتلاك شهد.. نعم هو مستقر
اذا جنبنا اغارة زوزو المتلاحقة علي رأس شهد وبث فيها ما يجعل شهد في توتر و ترقب دائم .. نعم هو مستقر
اذا تغاضينا عن القلق المستمر من عودة عدوي الذي يسيطر علي شهد و جو برغم ان الاخير ينجح في اخفائه.. مؤكد مستقر
اذا قلنا ان رغبة شهد دوما في خنق زوزو ورغبة جو الملحة ازهاق روح حمادة هي
لعب عيال ..فالامر بالفعل مستقر..
وبذكر حمادة... كان الشاب المس كين يبذل ما في وسعه حتي يتلاشي غيرة صديقه وقد صار واثقا منها.. الا انه دائما ما يجد نفسه في موقف لا يعرف كيف وصل اليه.. وينتهي به الامر بنيل قدرا من سخط وڠضب صديقه الغيور العصبي..
ما لم يعرفه حمادة.. هو ان تلك المواقف كانت غالبا من تدبير شهد.. فقد ادمنت رؤية جو وهو يتمييز غيظا.. كانت تسعد بشدة حين يكون علي وشك تحطيم وجه حمادة .. حين ينهرها بسبب امرا يصيبه بالغيرة.. حين يغضب و يمسك بذراعها في انفعال ثم ينظر الي عينيها و لا يجد ما يقوله فيتركها في عڼف..
احينا كانت تخشي علي نفسها منه.. ليس من غضبه.. فهي اصبحت واثقة انه لن ېؤذيها يوما.. ولكنها كانت تري في عينيه نظرات عجيبة وكأنها ثمرة فاكهة حلوة شهية يمني نفسه بتناولها.. ربما كانت صريحة مع نفسها وادركت ان ذلك الامر يرضيها بشكل ما ويشبع غرورها.. و لكنها كانت تخشي ان يتخطي حدوده .. وطالما تذكرت حديث زوزو عن اسلوب جو الذي يستميل الفتيات بسلاسة وهدوء..
ما لم تعرفه شهد .. ان جو كان يبذهل جهدا جبارا في السيطرة علي نفسه كان
يتذكر حديث حنان عن ذلك العڈاب.. والذي يذوقه الان.. وكثيرا ما كان يقول لنفسه لم عليه ان يخضع نفسه لكل تلك القيود.. شهد في النهاية ملكه.. لمن عليه ان يحافظ عليها! ولكنه يعود الي فطرته التي تفيض بالرجولة..لا يمكن ان يتخطي حده معها ابدا.. فكونها ملكه لا يعني ان يحط من انسانيتها و كرامتها .. كما ان شهد صارت تعني له الكثير.. لن يقبل ابدا ان يضايقها و لو بكلمة اوحتي نظرة.. لذا صارت اعصابه كيان ملتهب متوتر دوما.. حقا ما وصفته حنان ..هو بالظبط ما يحدث..
لا يمنع كل ذلك من كونه مازال مسيطرا.. يعتمر بداخله ما يعتمر .. و لكن ثباته الخارجي كان جزءا من تكوينه.. بل انه احيانا في لحظات الصفاء كان يتعمد ان يعابث شهد ويستمتع بردود افعالها البريئة و نظراتها المذهولة المرتابة حين يبدي لها اي تعليق او تصرف قد تعتبره هي خارج عن حدود الادب.. وربما ترد رد عصبي متوتر يبعث علي الضحك تحاول ان تبدوا فيه ثابتة قادرة علي الدفاع عن نفسها..
كان يترك لنفسه احيانا مساحة لكي ينفث عن حرارة شوقه اليها.. ربما غازلها.. تأمل ملامحها عن قرب.. حدثها بحنان.. او حتي مرر يده سريعا ليلامس بشرتها.. كانت ترتبك و تتبعد عنه في تخوف.. فيبتسم في خبث و يكف عن الامر..
ما لم يعرفه جو.. ان شهد كانت تنتظر تلك اللحظات بشوق.. برغم ما تبدي من تمنع لا لشيء سوي ان تضع حدودا الا انها كانت تشعر بسعادة بالغة حين يثني علي جمالها و يتغزل فيها..
لم يعرف ايضا
متابعة القراءة