روايه شهد للكاتبة منة فوزي
المحتويات
الخواجة لم يشتبك في عراكا منذ فترة طويلة جدا..فهو لديه من يشتبك له.. وبما انه كان معها منفردا.. فقد احتاج ان يتراجع بسرعة مناديا رجاله الواقفين بعيدا مما لا يليق مع هيبته تماما..
امسك بها مرة اخري عصام بمعاونة سليم..
رن هاتف جو قبل ان يخرج من المنزل مباشرة..
رد جو ايوة
اتاه صوت الخواجة صاحبتك معايا..
الخواجة انا مش واخدها رهينة و الاسلايب الرخيصة دي.. انا بس بديك درس! اسمه جزاء الخېانة.. و زي ما جبتها هجيبك.. متفتكرش ان في حد بيزعل الخواجة و بيفلت!
وقبل ان يفتح جو فمه ليرد عليه متوعدا متلفظا.. كان الخواجة اغلق الخط.. اعاد جو الاتصال به.. لم يصل الي شيء..
خرجت حنان من حجرتها مذعورة.. امسكت به و حاولت تهدئته... قال بصوت اقرب للبكاءالخواجة.. طلعت عند الخواجة!
حنان مش فارقة يا جو.. مش فارقة .. هنجيبها لو عند مين!
جلست حنان في سيارتها في ذلك المكان خارج المدينة.. كانت متوترة تعبث بأصابعها في ساعة يدها.. تنهدت في قلق و هي تنظر فيها للمرة الف خلال ثلاث دقائق..
تسارعت دقات قلبها.. و تلاحقت انفاسها بينما شعرت بتلك الفراشات تتطاير داخل بطنها..
لم يتغير بتاتا.. كما هو.. وسيم .. بابتسامة هادئة و نظرات محبة..
اقترب من شباكها و انحني برأسه ليراها..
يال جمال صوته.. مازالت تلك القشعريرة تسري في جسدها كلما نطق..
قات بخفوت تخفي توترها و ارتباكها انا تمام
قال اخير رفعتي سماعة عليا التليفون..
حنان لولا الشديد القوي يا عمر.. لولا الشديد القوي مكنتش كلمتك و لا قابلتك!
لامت حنان نفسها بشدة لأنها انجرفت مع مشاعرها الجياشة و نسيت المهمة التي اتت من جلها..
حنان مفيش بنا اصلا زعل.. الزعل ده لما يكون في اصلا عشم.. و انت عارف كويس انت اخر و احد ممكن اتعشم فيه!
دار عمر حول السيارة و ركب الي جوارها..
قال بنظرات محبة تتفحص كل مليمتر في وجهها الذي افتقده بشدة انتي اللي بعتي يا حنان! انا عمري ما فكرت ابيع
حنان بنبرة منفعلة قليلا وتبيع ليه انت كنت عايز كل حاجة و مش عايز تتنازل عن أي حاجة.. انا و الشغل وكله..
حنان اديك خسرتني و كسبت شغلك و اترفعت علي وش الدنيا!
عمر و مين قالك اني مرتاح كده!
حنان عموما انا مش جاية عشان نفتح اللي فات... في الاخر انا و انت قبينا
علي و ش الدنيا واحنا بعاد عن بعض.. انا بالنضافة و انت بالوس اخة.. عشان كده انت اللي مش مرتاح.. انا عن نفسي بعيش اسعد ايام حياتي وضميري مرضي..
عمر انا مش مرتاح عشان بعيد عنك!
حنان بنبرة حازمة مش هنعيده تاني يا عمر.. انا جاية في طلب محدد!
عمر بمنتهي الهيام أؤموريني.. كفاية عليا اني شفتك
ارتعشت حنان داخليا لاسلوبه و كادت ان تلقي بنفسها بين ذراعيه وتبكي بحړقة.. و لكن لا مجال لهذا تماما..كما ان لديها ما تنجزه..
و بسرعة..
حنان عايزة اوصل لعمك!
انزعج عمر من الطلب و تراجع للخلف مندهشا..
قال ليه
حنانحياة اختي و اقفة عليه!
عمر اختك!! انتي طلعلك اخوات
حنان بصبر نافذ اعتبرها اختي..
عمر لأ انا محتاج افهم.. انا كده اقلق عليكي.. عمي مش سهل وممكن تجيبلي لنفسك مصېبة.. فهميني الاول وانا هساعدك..
حنان لأ .. انت ملاكش امان!
عمرمستنكرا انت هتصفي حساب معايا علي حساب اختك!! راجعي نفسك يا حنان.. انا عمري خذلتك! افتكري كل موقف ليا معاكي في حياتنا مع بعض..
نظرت له نظرة والنبي ايه!
عمر منفعلا انا مخذلتكيش يا حنان ! انت رفضتي تكملي معايا الا لو سبت كاري.. و انا مكنتش اقدر اسيب كاري و كار عيلتي.. وانت اللي مشيتي و مقدرتيش الموقف الصعب اللي انا كنت فيه! وبعدين كنت اسيبه و أعادي عيلتي اللي انت عارفة قلبتهم عاملة ازاي افضل بأة هربان
منهم و من غدرهم وبعد كده ايه ڼموت من الجوع ولا اسرحك و اكسب من و راكي و لا استناكي لما تصرفي عليا...
كانت حنان رغم قولها و التي ارادت به ان تؤلمه ليس الا تدرك جيدا ان عمر رجلا بمعني الكلمة.. مؤتمن بالفعل لم يكن معها سوي شخصا محبا متحملا للمسؤلية.. لا يعيبه سوي ما يعمل.. و هي لم تقبل هذا.. كانت تريد الاستقرار و الكسب الحلال..
اكمل عمر انتي فاكرة اني نسيتك لحظة! انا سبتك علي حريتك لأن مكانش في حاجة بإيدي.. بس فضلت متابعك.. وعشان تبقي عارفة في حاجات كتير كنت بسهلهالك من غير ما تعرفي.. حاجات كتير كانت هتقف في طريقك و طريق مركز التجميل بتاعك.. كنت ببعدها من قبل حتي ما تعرفي بيها! انا مش بعايرك يا حنان بس عيب قوي لما تيجي وتقوليلي دلوقتي انت ملكش امان!
حنان ببرود من وراء قلبها عارف انا هخليك تساعدني ليه عشان الموضوع خطېر و انت الفرصة الوحيدة اللي قدامنا
عمر مستفهما انتوا!
حنان انا و جو..
عمر بضيق جو!! جو تاني!! هو البني ادم ده لسة لازقلك برضه.. ده ولا لما تكوني امه اللي خلفته!!
حنان محاولة اخفاء ابتسامتها السعيدة بغيرته منا امه فعلا.. عشان كده انا جيتلك.. مش هسيبه لوحده في الازمة اللي هو فيها دي.. و انت لازم تساعدني
عمر دانا اساعد جو و اهله كلهم.. بس ترضي عني
ابتسمت حنان و راحت تشرح له..
في بيت متهالك وقف السنهوري يرمق جو بنظرات حاقدة..
قال جو فاكرني..
اقترب منه السنهوري و هو يزك علي احدي قدميه.. وقال ساخرا وحد ينساك يا راجل.. ده لولا حركة افلام الاكشن اللي انت عملتها كان زماني قټلت الخواجة ريسك!
جو لو تركز فيها تلاقي اني كده انقذت حياتك.. لو كنت لمست الخواجة كان زمانك انت و اهلك و كل اللي تعرفهم علي وجه الارض مقتولين..
السنهوري ساخرا و لكن بمرارةكتر خيرك علي الحياة اللي انقذتها... بقيت و احد مش لاقي ياكل و عاجز! واشار الي قدمه..
كان الامر و اضحا.. عندما تم ارساله الي الريس عبود بعد حاډثة محل عطا اياها .. صنع منه الريس عبود عبرة لمن يعبر علي خيانته له.
رفع نظره اليه و قال وانت جاي ليه
جو الخواجة اللي غدر بيك.. ولبسك الليلة لوحدك
السنهوري طب منا عارف.. امال انا رحت وقتها عشان اموته ليه!!
جو ايوة .. بس معرفتش تثبت انه هو كان ناوي يشتغل في العملية معاك من و را الريس عبود و لما ختلفتوا علي التقسيمة .. راح غدر بيك
السنهوري و دي هثبتها ازاي
جو انا شفت و سمعت كل حوراته معاك ..
السنهوري مش فاهم.. وانت جاي قالب عليه ليه
جو عشان هو كمان قلب عليا.. وانا محتاج مساعدة منك عشان
هو دلوقتي حاطتني تحت درسه! لو ساعدتني انا ممكن اقف جنبك قدام الريس عبود ونقلبه علي الخواجة..وساعتها كل حاجة هترجعلك ..
السنهوري معنديش حاجة اساعدك بيها.. انا خلاص بقيت و لا حاجة
جو لأ عندك.. الرجالة بتوعك! صحيح همة مبقوش بتوعك دلوقتي .. بس انا اعرف انهم لسا بيحبوك و عندهم وفاء.. و لولا انهم كانوا هيجوعوا جنبك مكانوش سابوك..وعارف انهم بيودوك لحد دلوقتي
السنهوري مستهزئا بكلامه هتعمل بيهم ايه يعني هتهجم علي الخواجة كان غيرك اشطر.. منا حاولت قبليك بيهم.. و ادي النتيجة..
قال جو بخبث بس المرة دي انا مش موجود معاه عشان احميه!
جلس سليم ارضا بجوار شهد حيث تجلس مقيدة الايدي.. كان معه طبقا و معلقة يحاول اطعامها و هي رافضة تماما..
سليم يا بت كلي.. ھتموتي كده!
شهد متعملش فيها قلبك عليا..
سليم انا عامل علي العشرة.. و يصعب عليا اشوفك ممقوتة كده
شهد لا وحياة امك مايصعبش عليك غالي! اصلك عندك قلب اوي!
دخل عصام وقد سمع الحوار قبل ان يدخل.. قال انت بتعمل ايه يا سليم! دي امثالها تسيبها كده مرمية زي الكلاب..
ودفعها دفعة بسيطة بقدمه في كتفها جعلتها تفقد توازنها حيث أن يداها مكبلتان و تسقط علي جانبها.. ولم تتمكن من الجلوس مرة اخري.. الا بعد محاولات صعبة و مساعدة سليم..
قالت طب فكني كده .. مفيش مرة مديت ايدك عليا غير وانا يا متكتفة يا مربوطة.. لو
راجل تفكني و ساعتها هعرفك مقامك!
ابتسم عصام بسخرية و نظر الي سليم قال هي معتوهة كده من زمان!
تجاهل سليم سؤاله و قال هو انا امتي هاخدها للمعلم مرعي ايه اصلا لازمة قعادنا هنا
نظر اليه عصام و الغل يتساقط من
عيناه لما البيه بتاعها يجي الاول واخد حقي منه..
سليم متعجبا مستنكرا نعم بقي احنا عاملين الليلة دي كلها عشانك انت عشان نرجعلك حق ما انضربت
رمقه عصام بنظرة شرسة حين قال انضربت
عصام منفعلا خدني علي خوانة الجبان .. لولا كده كان زماني قطعته..
سليم بعدم اهتمام لقوله مليش انا في التفاصيل دي احنا قاعدين بشهد هنا ليه
عصام باقتضاب معرفش! دي اوامر الخواجة..
سليم واحنا بناخد اوامر من الخواجة ليه انا معلمي قاللي هيساعدوك ترجعها.. و انت اصلا الخواجة ملوش امر عليك.. انت من رجالة الريس عبود..ماله هو يديك وامر
سليم انا ماشي و را كلامه عشان اتفقنا اساعده في الليلة دي.. قصاد اني اخد حقي .. والادراة عليه
صمت سليم و لم يعجبه الامر..
اما شهد فقد كانت صامتة تستمع علها تستفيد بأي معلومة قد تنقذها او تنقذ جو.. بدي واضحا امامها ان الخواجة قد جمع سليم مع عصام ..و قام بخطڤها.. لتنفيذ خطة ما فيها اذي لجو..
نجيه يا رب!
دخل عمر في ادب جم يتناسب مع هيبة المكان..
تنحنح في استحياء قبل ان يتحدث..
عمي.. انا وصلتني معلومات وشايف انك لازم تعرفها..
العم ازيك يا عمر.. اقعد يا ولد.. ايه اللي وصلك
عمر الموضوع يخص الخواجة... و عصام ريس الحرس...
نظر اليه العم منتظرا الايضاح..
استطرد عمرالخواجة بيعمل شغل من و راك يا ريسنا.. وواخد عصام تحت جناحه.. زي ما كان عايز ياخد السنهوري.. فاكره.. اللي الخواجة نفسه جه و فتنلك عليه.. هو غدر بيه عشان رفض .. انما عصام الندل ماشي تحت طوعه.. ده لدرجة انه بقي بينفذله عمليات خاصة بيه من غير ما يستأذنوك يا ريس.. لسة خاطفله بنت.. شوف يا عمي الوطيان و صل لدرجة ايه رئيس حرس الريس عبود بيخطف بنات!! ولمين للخواجة..وكمان و اخدينها في مخزن من بتوعنا.. دي حتي مش كويسة لسمعة العيلة يا عمي.. لا كمان ايه.. بيربي زبون علي قفانا.. قال لما سمع ان
متابعة القراءة